قال الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوس كريستو، الخميس، إنه لا قدرة للمساعدات الإنسانية على الاستجابة لإبادة شائنة تلمّ بشعب كامل في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الأطباء لا يستطيعوا إيقاف القنابل.

وأكد كريستو، في مؤتمر صحفي، أن سكان غزة يحتاجوا لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، مضيفا “ما من طريقة أخرى لوقف القتل العشوائي والإصابات في صفوف المدنيين، وما من سبيل آخر يتيح إيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها على نطاق مجد”.

وأشار إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة تستهدف غزة بأكملها وجميع سكانها، موضحا أن الوضع كارثي في غزة، حيث إن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى توقف نحو ثلاثة أرباع المستشفيات في قطاع غزة عن العمل؛ وخروج جميعها عن الخدمة تقريبًا في شمال القطاع.

ولفت إلى أن “فترة الهدنة المؤقتة قد تعطي بارقة أمل، ولكننا نحتاج إلى وقف دائم لإطلاق النار. فما نشهد الآن هو أزمة إنسانية لها أبعاد كارثية، وسوف تزداد سوءا إذا ما استؤنف الهجوم العنيف هذا”.

وناشد البلدان والأعضاء في المنظمات متعددة الأطراف بما في ذلك جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، التي دعت مرارا وتكرارا إلى احترام القانون الدولي الإنساني، لاستخدام نفوذها الدبلوماسي لضمان وقف فوري ومستدام لإطلاق النار.

وأكد أن الفظائع التي تتكشف في غزة والضفة الغربية المحتلة يجب أن تتوقف الآن، لذلك لا بد من اتخاذ إجراءات هادفة من شأنها التوصل إلى وقف إطلاق النار، إذ تعدّ أكثر الطرق فعالية لضمان تحقق ذلك.

وذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي نفذت حصارًا كاملًا على القطاع وحالت دون وصول ضروريات البقاء إلى السكان العالقين فيه، مانعةً عنهم المياه والطعام والإمدادات الطبية والوقود اللازم لتشغيل الحاضنات وأجهزة غسيل الكلى.

وأضاف “لا تبرير لهذه الأفعال. فمنع المستلزمات عن السكان هو بمثابة عقاب جماعي وجرائم يحظرها القانون الإنساني الدولي صراحة”.

وبين أن سلطات الاحتلال فرضت قيودا صارمة على الوصول الإنساني، ما يحول دون وصول المساعدات والإمدادات الضرورية إلى السكان الذين تشتد حاجتهم إلى كميات هائلة منها.

وتابع “على مدى 7 أسابيع، رأينا القوات الإسرائيلية تزهق الأرواح ببساطة كبيرة. ومات على إثر ذلك أطفال وعائلات وبأكملها. حصل ذلك بشكل عشوائي، رأينا السكان يحاولون الهرب من القصف طائش، وآخرون يبحثون عن بقعة الأمان حيث لا مأمن لهم، ورأينا 1,7 مليون شخص ينزحون من منازلهم وينتقلون للعيش في ظروف مكتظة وفوضوية ومأساوية لا مثيل لها وعلى الرغم من الادعاءات التي تدلي بها إسرائيل، إلا أن هجومها الشامل لا يستهدف حماس فقط”.

وعن الضفة الغربية المحتلة، قال إنها تعاني الأمرّين وتواجه ارتفاعا حادًا في مستويات العنف، مشيرا إلى أن الهجمات التي تشنها قوات الاحتلال إسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليون على الفلسطينيين ارتفعت بصورة هائلة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأشار إلى أن الاقتحامات الإسرائيلية لجنين تتسبب في استشهاد أشخاص من عامة السكان وجرح آخرين أيضًا.

وأوضح أنه خلال الاقتحامات، تعيق قوات الاحتلال الإسرائيلي عمل الفرق الطبية في المستشفى، والأسوأ من ذلك أنها تمنع الناس من طلب الرعاية الطبية.

وأضاف أنه خلال المداهمات، قطع جيش الاحتلال الطريق المؤدي إلى عدة مستشفيات، ومنع سيارات الإسعاف من نقل الجرحى والتنقل في أنحاء المخيم، كما تعرضت سيارات الإسعاف لإطلاق نار أثناء محاولتها القيام بأعمالها خلال الأسابيع الماضية.