وافق الاحتلال الإسرائيلي على تخصيص مناطق آمنة كبيرة في جنوب قطاع غزة مع توسع عملياته العسكرية، بحسب مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، وفقاً لتقرير بثّته “إن بي سي نيوز” فجر الأحد.
وأفادت الشبكة الإخبارية الأميركية، أن الاتفاق يأتي بعد الرحلة الثالثة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى المنطقة والرحلة الرابعة إلى إسرائيل منذ عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الماضي.
وقال المسؤول الأميركية، إنه في كل رحلة من رحلات بلينكن إلى إسرائيل، كان يسلح نفسه باستفسارات محددة، في البداية كانت المساعدات الإنسانية إلى غزة، ثم كان هناك توقف مؤقت للقتال، والآن يريد بلينكن خطة لتقليل معاناة المدنيين في جنوب غزة مع توسع العمليات العسكرية.
رفضت إسرائيل في البداية الطلبين الأولين، لكنها كانت أكثر مرونة هذه المرة وكانت تعمل بالفعل على وضع خطة، وفق المسؤول الأميركية.
وقال المسؤول، إن المناطق الآمنة المطلوبة أكبر بكثير مما تمت مناقشته في البداية وأن التفاصيل لا تزال بحاجة إلى العمل، مبينا أنه بموجب الاتفاق، سيتعين على بعض الأشخاص مغادرة منازلهم، مضيفا أن تلك المناطق ربما لا تزال محور العمليات العسكرية المستهدفة.
وطالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، بمناطق “آمنة” للمدنيين وسط وجنوب غزة في حال استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وحث بلينكن في مؤتمر صحفي في تل أبيب، إسرائيل على التصرف وفقا لقوانين الحرب واتخاذ المزيد من الخطوات الفعالة للحفاظ على حياة المدنيين.
وقال إن الإجراءات تعني اتخاذ خطوات أكثر فعالية بما في ذلك التحديد الواضح للمناطق والأماكن التي يمكن أن يكون المدنيون آمنين فيها.
حماية المدنيين في غزة
قالت كاملا هاريس نائبة الرئيس الأميركي السبت، إن عددا كبيرا للغاية من الفلسطينيين استشهدوا في غزة وحثت إسرائيل على بذل مزيد من الجهود لحمايتهم بينما كانت ترسم ملامح رؤية أميركية للقطاع في مرحلة ما بعد الحرب.
وفي مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28)، قالت هاريس؛ إنه يجب احترام القانون الإنساني الدولي.
وتطالب الولايات المتحدة إسرائيل بتضييق منطقة القتال خلال أي هجوم على جنوب غزة وضمان تخصيص مناطق آمنة للفلسطينيين.
وقالت “بينما تواصل إسرائيل تحقيق أهدافها العسكرية في غزة، فإننا نعتقد أنه يتعين عليها بذل المزيد لحماية المدنيين الأبرياء”.
وتقول السلطات الفلسطينية إن عدد الشهداء في غزة تجاوز 15 ألفا حتى الآن.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لصحفيين في تل أبيب “نحدد المناطق الآمنة بالتنسيق مع الوكالات الدولية ومع أصدقائنا الأميركيين، إلى حيث يعلم السكان أنه يمكنهم الإخلاء. فعلنا ذلك في الشمال، وسنفعل ذلك في أي مكان آخر وهذا مهم لأنه ليس لدينا رغبة في إيذاء السكان”.
وفي رسالة أخرى موجهة إلى إسرائيل، قالت هاريس إن الولايات المتحدة لن تسمح بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، أو حصار القطاع الفلسطيني أو إعادة رسم حدوده.
وأضافت “يجب على المجتمع الدولي أن يخصص موارد كبيرة لدعم التعافي على المدى القصير والطويل في غزة، مثل إعادة بناء المستشفيات والوحدات السكنية واستعادة الكهرباء والمياه النظيفة، وضمان إمكانية فتح المخابز وإعادة تزويدها بالمخزون”.