أقيم مساء أمس الأحد في قاعة كرم امسيح، قرب كنيسة قلب يسوع في تلاع العلي، أمسية ترانيم وأناشيد من أجل الأطفال في غزة قدمها أطفال مرضى السرطان، بتنظيم من مؤسّسة “إرادة روح” للتنميّة البشريّة، بالتعاون مع المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، وبرعاية من المطران جمال دعيبس، النائب البطريركي للاتين في الأردن.

واستذكر المطران جمال دعيبس زيارته قبل ثلاث سنوات إلى مدرسة اللاتين ومدرسة الوردية في غزة حيث كان الأمين العام للمدراس المسيحيّة في فلسطين، ومدير عام مدارس البطريركيّة اللاتينيّة في فلسطين، وبكل تأثر قال بأنّ أطفالنا الأحباء في غزة رائعون ويستحقون منا كل ثناء. وعبر عن حزنه الكبير بتوارد الانباء عن استشهاد عدد من الاطفال الذين كانوا يتعملون بتلك المدارس . وعبر المطران عن محبته للاطفال الذين قدموا مع اهاليهم لوحات غنائية وموسيقية، رسمت اجمل صور التضامن الوطني والانساني.

وقال مدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر في هذه الأيام، الكل يدعو للسلام، وكل يسهم بحسب مقدرته من أجل إعادة الطمأنينة وتحقيق الاستقلال. لا نملك هنا في هذه القاعة حلولاً سياسيّة، نسير طبعًا خلف توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الداعي إلى وقف العدوان فورًا، وإمداد المساعدات للمنكوبين والحل النهائي للاحتلال الاسرائيلي والحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، بدولة مستقلة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف. ولكننا نسند كل هذه الجهود الملكية بالصلاة، ونسندها بالأمل، ونسندها اليوم بالترنيم والأناشيد من أجل العدالة والسلام، وعلى أنغام وحناجر أطفال يتألمون مرتين: الأولى لأنهم مصابون وندعو لهم بالشفاء العاجل، والثانية لأنهم يتألمون من أجل أطفال يشبهونهم بالأعمار، في أرض غزة الجريحة.

أما منسقة البرامج السيّدة فادية نايف حداد فقالت إنّ احتضان هذه القاعة والكنيسة لهذه المبادرة يدلّ على اللحمة الوطنيّة بين جميع المواطنين والتي نفتخر بها على الدوام، وإننا أتينا إلى ههنا لنعبّر بحناجر وأصوات هؤلاء الأطفال المتألمين، ولكن الناظرين بمستقبل أفضل لهم بالتعافي الكامل بإذن الله، وكذلك يطلبون التعافي الكامل لأطفال غزة مما ألمّ بهم من عدوان شرس أتى على الأرض والإنسان، ولكن العزيمة الفلسطينية تتقوى بكلّ مظاهر التضامن الإنساني الموجودة لدى شعوب الأرض جميعها، وأقربهم إلى فلسطين هم الشعب الأردني الواحد، خلف قيادته الهاشميّة الحكيمة.

أما مؤسّسة المبادرة السيّدة ابتسام الجدوع، فقالت إنّ المؤسّسة التي انطلقت في مثل هذا الوقت من عام 2017، وتسلط الضوء على معنويّات ومعاناة الأطفال المصابين بالسرطان، الذين لا يستسلمون أبدًا لهذا المرض الخبيث، ولم يعد مرتبطًا بالموت مهما كانت شدّته لأنّ فيه إرادة حياة وإرادة روح وإرادة سلام وإرادة شفاء. ومن هذا المنطلق، وجهنا أنظار الأطفال في هذا الأيام إلى معاناة إخوتهم وأخواتهم، وبالأخص إلى أقرانهم في غزة، فهبّوا لكي يتدربوا أسبوعيًّا على هذه الأغاني الوطنية التي يقودها العازف يزن أبو مارسيل، وكلنا أمل بأن نسهم بطريقتنا هذه لإحلال السلام ووقف العدوان على غزة، وكل أرجاء فلسطين، سيما وأننا نقف على عتبة العام الجديد الذي نأمل أن يكون عام خير وبركة وشفاء؛ شفاء لأطفالنا الأحباء وشفاء لفلسطين كلنا من داء الاحتلال.

وحضر الحفل الاب وجدي الطوال والاب علاء بعير ، والراهبات ، واعضاء المجلس الرعوي في كنيسة اللاتين في تلاع العلي ، وفرقة الكشافة ومجموعة لجنة المحبة ، والسيدة سهير انسطاس ، التي قدمت من غزة بعدما عاشت اربعين يوما تحت القصف في كنيسة العائلة المقدسة في غزة ، وشاركت مع الوفد الفلسطيني الذي التقاه قداسة البابا فرنسيس ، وقدم لها راعي الحفل درعا تكريميا ، الى جانب الدروع التي قدمت لمستحقيها .