تحدث مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، دومينيك بارتش، الأحد، عن إعادة توطين 6 آلاف لاجئ في الأردن في بلد ثالث خلال العام الحالي، معتبرا أنه “عدد كبير” بالنسبة للمفوضية الأممية.
وقال بارتش للمملكة، إن إعادة التوطين “تسهيل للاجئين من الأردن ويسمح لهم بالذهاب إلى بلد ثالث وهذا جزء هام جدا من الأنشطة في الأردن”، موضحا: “هذا العام أعدنا توطين 6 آلاف لاجئ وهذا عدد كبير للمفوضية ولكن مقارنة باللاجئين نقطة في بحر”.
ويستضيف الأردن ملايين اللاجئين بينهم أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة في جاره الشمالي في 2011، بينهم قرابة 660 ألف لاجئ مسجلين لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، من أصل أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في الأردن ودول مجاورة.
“دولة سخية”
وأكد بارتش أن الأردن “كان دولة سخية للاجئين ولفترة طويلة، والحركة الكبيرة للاجئين لسنوات طويلة شكلت تحديات كبيرة ولكن شكلت فرصا أيضا”.
لكنه تحدث عن “قلق” جراء قلة المساعدات المتاحة للاجئين، قائلا: “اليوم وهذا العام نحن قلقون لدينا مزيج من تقليل الموارد والتطورات…”.
وبلغ حجم تمويل خطة استجابة الأردن للأزمة السورية للعام الحالي 506 ملايين دولار، من أصل 2.2 مليار دولار، وبنسبة وصلت إلى 22.3%، وفق وزارة التخطيط والتعاون الدولي، التي أشارت إلى أن قيمة العجز في تمويل الخطة بلغ قرابة 1.7 مليار دولار وبنسبة 77.7%.
وأوضح بارتش: “ما يقلقنا أيضا في الاستجابة للاجئين ليس فقط المساعدة الإنسانية لكن هناك إجراءات للدعم والمساعدات من المانحين والذين يقدمون دعما لوزارة التربية والتعليم بالنسبة للفترتين في المدارس، وهنا نريد أن نضمن بأن هناك إجراءات إيجابية تستمر وأن اللاجئين السوريين يستمرون في الذهاب إلى المدارس”.
وأوضح “لدينا في الأردن مثال جيّد كيف الدولة المضيفة تعمل مع المجتمع الدولي… وقد حصلت على وعود باستمرار الدعم من المجتمع الدولي وهذا مهم جدا”، مؤكدا “أننا لن نترك الأردن وحده”.
وأكد أهمية استدامة المساعدة للأردن، وقال إن “المانحين يرون أنه لا يمكن أن يتركوا الأردن وحده ويجب أن يستمروا بدعمه”.
وسيُعقد المنتدى العالمي للاجئين 2023 في الفترة من 13 إلى 15 كانون الأول الحالي في جنيف، مع إقامة فعاليات أخرى مرتبطة به في أماكن متفرقة اعتبارا من 11 من الشهر نفسه، بحسب ما ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
يُعقد المنتدى كل أربع سنوات، وهو أكبر تجمع دولي في العالم عن اللاجئين.
بارتش قال: “نحن سنعقد المنتدى والاجتماع (الاثنين)” وهو “يعطينا فرصة للأردن لتقديم كل الأمور الإيجابية التي قدمها الأردن للاجئين ومن بين العديد من الدول”.
وتحدث عن “حالة عالمية وهناك الآلاف من كبار المسؤولين في المجتمع المدني والمانحين نريد أن يعملوا معا…”. متسائلا كيف يمكن أن ندعم 116 مليون نازح في العالم “بشكل أفضل”.
وأوضح أن المنتدى العالمي اللاجئين “بدأ بالتركيز أكثر على بعض الدول المهمة مثل الأردن وتركيا وغيرها ويجب أن نشارك المسؤوليات معهم لأنهم يحتضنون الكثير من اللاجئين”، مؤكدا أن المنتدى فرصة “لإعادة تجديد هذا الالتزام”.
“عودة طوعية”
وتحدث بارتش عن عودة بعض اللاجئين السوريين إلى بلدهم، لكنه قال إنه “عدد قليل مقارنة مع عدد اللاجئين الموجودين في الأردن” وعزا ذلك إلى أن “الظروف في بلادهم لم تتغير بشكل كبير… لا يزال هناك قمع واعتقالات وأي شعور أنهم غير آمنين”.
ودعا المجتمع الدولي إلى تحسين ظروف عودة اللاجئين، مؤكدا أن عودة اللاجئين “يجب أن تكون بشكل طوعي بكرامة وبأمان”.
“نحن نراقب الوضع في سوريا من كثب، وهناك بعض المعايير لنحدد مدى تحسن الوضع هناك”، وفق بارتش.