قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور أحمد المنظري، إنه ومع استمرار القصف في قطاع غزة، فإن أقسام الطوارئ في المستشفيات تبدو وكأنها ساحات معارك، إذ تمتلئ بالناس الذين يعانون من جروح الحرب، ومنهم أطفال يعانون من حروق شديدة – وأرضياتها مغطاةٌ بالدماء.
وأضاف أن هناك الكثير من الناس في القطاع يموتون بسبب إصاباتهم قبل أن يتمكنوا حتى من العثور على مستشفى لديه القدرة أو الموارد اللازمة لإنقاذهم.
جاء ذلك في مداخلة للمدير الإقليمي في الجلسة الاستثنائية للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، التي انعقدت في جنيف بشأن الظروف الصحية في الأراضي الفلسطينية المُحتَلَّة، بما فيها القدس الشرقيه، اليوم الأحد، وفق بيان صادر عن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.
وأشار المنظري، في مداخلته، إلى أن حالات الإصابة بالأمراض المُعدية تنتشر بسرعة، وثمة مجاعة على وشك الحدوث، فيما تشير التقارير إلى أن بعض الأسر تستغرق ما يصل إلى 24 ساعة بدون طعام أو ماء.
وتابع “وإلى جانب الحاجة المُلحَّة لوضع نهاية لهذه المعاناة المُروِّعة، فقد لا يكون إقليمنا قادرًا على الصمود أمام مزيد من التهديدات التي تُحدِق بأمنه الصحي؛ فالبلدان المتأثرة بانتشار الأعمال العدائية، ومنها العراق ولبنان وسوريا واليمن، تكافح من أجل الحفاظ على استمرار عمل نظمها الصحية، وتعاني من ضعف البنية الأساسية والموارد الصحية المحدودة، ولا يسعهم أن يتحملوا المزيد من التحديات”.
ولفت المنظري إلى أن المنظمة يساورها القلق إزاء تصاعد الأعمال العدائية في الضفة الغربية، وكذلك في جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل؛ ما يؤدي إلى المزيد من الخسائر في الأرواح والإصابات والنزوح والأضرار التي تلحق بالبنية الأساسية الصحية.
وأكد أن الوضع الكارثي الحالي، إن لم يتوقف على الفور، من شأنه أن يزيد من زعزعة الاستقرار في مجال الصحة العامة ويُعرِّض حياة عدد لا يحصى من الناس للخطر؛ مشددا على أن وقف إطلاق النار الفوري هو وحده القادر في نهاية المطاف على وقف المعاناة ومنع الأمن الصحي في الإقليم بأسره من مواصلة التدهور.
وقال المنظري إنه يعيش في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الذي يعاني من بعض أسوأ حالات الطوارئ الإنسانية في العالم، ما يقرب من 40 بالمئة من مجموع المحتاجين إلى المساعدات على مستوى العالم.
وأضاف أن الناس في الإقليم، وغالبيتهم من النساء والأطفال، هم من أكثر الفئات تعرضًا للمخاطر وأشد تأثرًا بها على مستوى العالم، علاوة على حرمان الكثير منهم من أبسط حقوق الإنسان الأساسية.