شارك وزير الطاقة والثروة المعدنية، الدكتور صالح الخرابشة، في جلسة وزارية مع عدد من وزراء الطاقة العرب حول الطاقة والبيئة والتنمية المستدامة المدرجة ضمن فعاليات مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر، الذي اختتمت أعماله في الدوحة اليوم الثلاثاء.

وقال الخرابشة إن الوقود الأحفوري لعب دورا كبيرا في تحقيق الثورات الصناعية المتعاقبة، وسيبقى العمود الأساسي في أسواق الطاقة خلال العقود المقبلة.

ودعا إلى ضرورة التركيز على التقنيات التي تعمل على إزالة ثاني أكسيد الكربون من كامل سلاسل الإنتاج والاستهلاك للوقود الأحفوري، وذلك في إطار العمل على مكافحة التغير المناخي، والذي بدأت آثاره تظهر في منطقتنا العربية، ما يستدعي التوجه نحو التحول الطاقي خلال المرحلة المقبلة، وإيجاد مصادر جديدة للطاقة الصديقة للبيئة، وتحسين كفاءة استخدامها، مع السير إلى استخدام الشبكات الذكية، وتعزيز مشاريع الربط الكهربائي، والاستناد إلى مصادر الطاقة المتجددة لتغطية هذه الاحتياجات.

وكشف مشاركون في الجلسة عن الخطوات التي قطعتها عدة دول عربية في مجال التحول الطاقي، مؤكدين أهمية الحفاظ على الطاقة الأحفورية كسلعة استراتيجية ورئيسية لدخل العديد من الدول العربية.

وأبدى وزير النفط ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار الكويتي، الدكتور سعد حمد ناصر البراك، استغرابه من الإصرار غير العادي من حرمان شعوب ودول كثيرة، أغلبها من دول العالم النامي، من مصدر أساسي للطاقة، والتي تعتبر مصدرا رئيسيا للاقتصاد الذي يستطيع أن يحملها على مدى الـ 30 سنة المقبلة، وينقلها إلى الرفاهية والاستقرار.

وأعرب البراك عن رفضه للمطالبات الغربية بوقف الاستثمار في النفط والغاز، مشيرا إلى أنها تتناقض مع الأهداف الـ17 التي أطلقتها الأمم المتحدة.

وأشار الوزير الكويتي إلى الخطوات التي قطعتها دول المنطقة في مجال الانتقال الطاقي، فبالتزامن مع امتلاكها ثروات نفطية لم تتجاهل الطاقة النظيفة، إذ إن هناك 4 دول عربية لها تجربة متميزة في تحول الطاقة.

ولفت إلى أن دول المنطقة رفعت قدراتها في مجال الطاقة المتجددة 57 بالمئة ما بين 2022 و2023، قائلا: “نحن جادون في التحول إلى الطاقة البديلة والمتجددة، مع مواصلة الاستثمار في النفط والغاز”.

وقال: “إن التخلي عن الوقود الأحفوري سينعكس سلبا على الاقتصاد العالمي، ويكرس مشكلات في قطاع الطاقة واستقرار التنمية وتوفير اللازم للدول النامية”.

وأوضح أن التخلص من الوقود الأحفوري سيؤثر بدوره في التنمية المستدامة، لافتا إلى إيمان الكويت الراسخ بالعمل على تقليل الانبعاثات، والحفاظ على البيئة، وضرورة معالجة مسألة الانبعاثات، عبر تطوير الحلول التقنية والرقابة الدولية.

من جانبه، لفت وزير النفط العراقي، حيان عبدالغني، إلى أهمية دعم مصادر ومشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، مشددا على ضرورة الحفاظ على الطاقة الأحفورية كسلعة استراتيجية للدول المنتجة لاعتماد اقتصاداتها على هذا المصدر موردا رئيسيا لدخلها.

وأشار إلى أهمية قطاع الطاقة التقليدية وتحولات الطاقة في الدول العربية ومساراتها المختلفة بما في ذلك التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة والسوق العربية المشتركة للكهرباء والهيدروجين الأخضر.

وأكد وزير النفط العراقي مكانة إنتاج الوقود الأحفوري في الاقتصاديات العربية، وقال إن الدول العربية تنتج النفط، ولكن الانبعاثات الحرارية تأتي من الدول الصناعية التي تستخدم هذا النفط، وعليها زيادة وكفاءة معداتها للاستفادة من هذه الطاقة لتقليل الانبعاثات الضارة.

بدوره، دعا وزير النفط والبيئة المبعوث الخاص لشؤون المناخ البحريني الدكتور محمد بن مبارك بن دينه، إلى ضرورة فصل إنتاج النفط عن موضوع تغير المناخ، مشيرا إلى أن الدول مطالبة بالتفكير في المستقبل وتحقيق التنمية وازدهار شعوبها.

وأكد ضرورة التفكير في السوق العربية المشتركة للكهرباء والتحول الطاقي ليس لخدمة الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، بل لخدمة شعوب المنطقة، مؤكدا أن النفط وإنتاجه جزء أساسي من مدخول بعض الدول.

ولفت إلى توجه البحرين إلى تخفيض مستويات انبعاث ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 35 بالمئة في الفترة المقبلة.