كشف النقاب، الجمعة، عن التفاصيل الكاملة للمشادة الكلامية التي وقعت في الاجتماع المغلق للمجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت”، مساء الخميس، الأمر الذي دفع برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تعليق الجلسة.
وهاجم وزراء بالحكومة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إثر الأنباء عن تشكيل لجنة للتحقيق في إخفاق 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، وهو اليوم الذي هاجمت فيه “حماس” عشرات المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة.
وإضافة للاعتراض على تشكيل اللجنة فإن الوزراء اعترضوا أيضا على وجود وزير الدفاع الأسبق الرئيس الأسبق لهيئة أركان الجيش شاؤول موفاز على رأسها.
وكانت هيئة البث العبرية (رسمية) أشارت إلى إن مشادة كلامية وقعت بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزيرة المواصلات ميري ريغيف ووزير التعاون الإقليمي دافيد أمسالم امسالم من جهة، ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي من جهة أخرى.
وكتب بن كسبيت، المحلل البارز في صحيفة “معاريف”، الجمعة: ” البلطجية هاجموا رئيس أركان الجيش”.
وأضاف: “من غير المعقول أن يطلقوا على أنفسهم اسم الحكومة السياسية الأمنية أو اللجنة الوزارية لشؤون الأمن القومي، فالاسم الحقيقي لهذه الهيئة هو السيرك البيبي (نسبة إلى نتنياهو) لشؤون إذلال رئيس الأركان والعثور على جناة غير نتنياهو” في إشارة الى رفض نتنياهو تحمل المسؤولية عن إخفاق 7 أكتوبر.
وتابع: “لقاء الهجوم المقزز الذي وقع بالأمس على رئيس أركان الجيش يتحدث عن نفسه”.
وطبقا للقناة 12 وصحيفة “معاريف” الإسرائيليتين فقد دار النقاش على النحو التالي:
وزيرة المواصلات ريغيف: أريد أن أسأل عن المنشور الذي بموجبه تم تشكيل فرق تحقيق وتعيين شاؤول موفاز وقائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان للتحقيق في سير ما حدث يوم 7 أكتوبر.
هاليفي: لم تبدأ أي تحقيقات.
ريغيف: ما الذي لم تبدأه؟ إذن ما هو ما تم الإعلان عنه؟.
بن غفير: السؤال هو هل تم تعيين فرق للتحقيق؟.
هاليفي: لم نبدأ التحقيق بعد.
ريغيف لهاليفي: أنت لا تجيبني وأريد أن يكون الأمر واضحا. لدينا عدد غير قليل من الأسئلة حول سلوك الجيش، وحول ما حدث، لكننا نستمر في القول لأنفسنا: هذا ليس الوقت المناسب وإنما وقت الحرب، وفي هذا الوقت بدأتم في التحقيق؟.
هاليفي: لقد أجرينا عددا من جلسات استخلاص المعلومات أثناء القتال، وهذا استخلاص معلومات عملياتي له تداعيات على القتال.
أمسالم: لماذا تحتاج إلى استخلاص المعلومات الآن؟ أن يكون الأفراد العسكريون في موقف دفاعي بدلا من أن يكونوا مشغولين بالفوز؟ أحاول أن أفهم، هناك حساسية وتوتر هنا. يجب أن يكون الأفراد العسكريون متاحين في الوقت الحالي للحرب فقط. لماذا تفعل هذا؟.
غالانت لريغيف: أريد الرد على الإهانات.
بن غفير: ليس كل انتقاد إهانة، مسموح لنا أن نطرح أسئلة على رئيس الأركان، نحن الوزراء وهذه هي وظيفتنا.
هاليفي: هذه هي مراجعتنا المهنية، ليس فيما يتعلق بالسياسة، ولكن بشأن كيفية تصرف الجيش الإسرائيلي.
غالانت: لم أكن أعلم شيئًا عن التحقيق، لكنني أعطي رئيس الأركان الدعم الكامل، فوظيفته هي التحقق، إذا قرر رئيس الأركان تشكيل فريق تحقيق، فأنا أدعمه.
غالانت يلتفت لريغيف: ميري، أنا لا أعمل من أجلك، وأنا لست مدينا لك بالمساءلة.
بن غفير: المشكلة ليست فقط في التوقيت، خلال الحرب، ولكن أيضا في من هم الشخصيات. هل وضعت شاؤول موفاز، وزير أمن الانفصاليين (المؤيدين للانفصال عن غزة علم 2005) للتحقيق؟.
غانتس (بغضب): “ما الأمر؟ إن الجيش الإسرائيلي يجري تحقيقا احترافيًا.
بن غفير: التصور صحيح، إنه التصور، ولكن من شارك في التصور لا يمكنه أن يكون هو المحقق (في إشارة الى موفاز).
سموتريتش: معدتي ممتلئة على الجيش (إشارة إلى الغضب الدفين)، وأظل صامتا وأنتظر انتهاء الحرب.
الوزيرة شاشا بيتون: معدتك ممتلئة على الجيش، وليست ممتلئة على المستوى السياسي؟.
سموتريتش: لقد كان من الخطأ طوال هذه السنوات أن القيادة العسكرية جلبت السياسة إلى المستوى السياسي، بدلا من النظام المعاكس. من الآن فصاعدا، فإن المستوى السياسي هو الذي يملي السياسة.
غالانت: لا تنتقدوا الجيش، دعوه يجري عمليات استخلاص المعلومات على النحو الذي يراه مناسبا.
بن غفير: كل هذا تصورك، أنت تعطيه لموفاز الذي قاد فك الارتباط. أنتم تجلبون أهل فك الارتباط للتحقيق في الفشل (أحداث 7 أكتوبر)
غانتس غاضبا: هذا تحقيق مهني، ما علاقته بفك الارتباط (الانسحاب من غزة عام 2005)؟ هذه ليست عملية استخلاص معلومات سياسية، رئيس الأركان يحقق في ما حدث للتو لخدمة أغراض الحرب. هذا ليس تحقيقا وطنيا.
وقف نتنياهو مخاطبا رئيس أركان الجيش: في بعض الأحيان عليك الاستماع إلى الوزراء. الآن علينا أن نتوقف، سنواصل مرة أخرى.
وفي 7 أكتوبر 2023 أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
وردا على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة “22 ألفا و600 شهيد و57 ألفا و910 إصابات، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.