قالت سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيس الجمعية العلمية الملكية، إن فريقا من الجمعية العلمية الملكية، بالتعاون مع وكالة التعاون الألماني يعكف حاليا على إعداد خارطة طريق تساعد الأردن في التحول نحو الاقتصاد الدائري في مسعى للمساهمة لتحقيق رؤية التحديث الاقتصادي تنفيذا للرؤية الملكية السامية.
جاء ذلك خلال رعاية سموها انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للاقتصاد الدائري تحت عنوان “الانتقال نحو الاقتصاد الدائري: فرصة الأردن للتوظيف والنمو”، والذي نظمته الجمعية العلمية الملكية ونادي الاقتصاد الدائري -عمان، بالتعاون مع منتدى الاستراتيجيات الأردني ومشروع تعزيز الأنشطة الخضراء في المنشآت الصناعية المنفذ من قبل وكالة التعاون الألماني (giz).
وأكدت سموها، خلال المؤتمر الذي شارك فيه خبراء ومختصون من داخل الأردن وخارجه، ويستمر يوما واحدا، أهمية التحول نحو الاقتصاد الدائري كتوجه استراتيجي يسهم في معالجة مشاكل الفقر والبطالة والتغير المناخي واستنزاف الموارد الطبيعية.
وأشارت سموها إلى ضرورة تجاوز نظام الاقتصاد الخطي الذي يقترن فيه استنزاف الموارد الطبيعية مع زيادة إنتاج النفايات، والذي يشكل عبئاً على النظم البيئية والاجتماعية على حد سواء.
وبينت سموها أن التحول الدائري مهم لتحقيق النمو المستدام، وفرصة لتحقيق النمو الاقتصادي من دون الإضرار ببيئة الإنسان ونظامه الطبيعي، ويمكن من خلاله زيادة المنعة الاجتماعية والمناخية وبالتالي تحقيق حياة أكثر ازدهاراً واستدامة.
بدوره، قال وزير البيئة معاوية الردايدة، إن أهداف هذا المؤتمر تنسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ويتناغم مع الجهود المبذولة للتحول التدريجي نحو الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري في الأردن.
وأضاف أن الأردن يتطلع إلى أن يكون نموذجاً للدول الأخرى في كيفية تحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار من خلال التركيز على البيئة والموارد ضمن اتباع الممارسات المستدامة وعلى رأسها نموذج الاقتصاد الدائري.
من جهته، أعرب رئيس الهيئة الإدارية لمنتدى الاستراتيجيات الأردني، الشريف فارس شرف، أن الفعالية المشتركة مع الجمعية العلمية الملكية ونادي الاقتصاد الدائري في عمان، تأتي استكمالاً لجهود المنتدى التي بذلها خلال الفترة الماضية حول الاستدامة ورفع الوعي حول أهمية تطبيق المعايير البيئية والمجتمعية والحوكمة في شركات القطاع الخاص، وكسب التأييد حول أهمية الاقتصاد الدائري للأردن.
من جانبه، أشار المنسق الرئيسي للمؤتمر والمختص في الاقتصاد الدائري في الجمعية العلمية الملكية، عمر الصالح، إلى أهمية الاقتصاد الدائري في تحقيق النمو الاقتصادي وأنه يتجاوز مفهوم إدارة النفايات إلى اقتصاد مرن شامل يساعد في زيادة المنعة لسلاسل القيمة ويزيد من قدرة المجتمعات المحلية على تحمل الصدمات المناخية والاقتصادية وهو بذلك يختلف عن الاقتصاد الخطي الذي يعتمد على استنزاف الموارد الطبيعية.
وعرضت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الاقتصاد الدائري في امستردام، إيفون بوجوه، لعديد من قصص النجاح العالمية في الاقتصاد الدائري والفرص التي يمكن للأردن اغتنامها بتطبيق مبادئه، والتحول نحو الاقتصاد الدائري في الغذاء.
وتخلل المؤتمر حلقة نقاشية شارك فيها متحدثون بارزون لمناقشة الأثر الإيجابي المتوقع للاقتصاد الدائري في قطاعات واسعة كالمياه والطاقة والغذاء.
وشارك في الحلقة النقاشية رئيس كرسي الحسن لأبحاث الاستدامة في الجمعية العلمية الملكية، البروفيسور إيان ستيوارت، الذي أشار إلى دور الاقتصاد الدائري في التخفيف من الانبعاثات الكربونية.
كما شارك في الحلقة، مدير مركز المياه البيئة والتغير المناخي في الجمعية العلمية الملكية، المؤيد السيد، وتحدث عن آليات تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري في قطاع المياه.
بدوره، اختتم الوزير الأسبق طارق حموري النقاش بالتأكيد على الأثر الاقتصادي الإيجابي الناتج عن تبني وتفعيل الاقتصاد الدائري.
واختتمت فعاليات المؤتمر بجلسات تفاعلية ناقشت الأدوات التمكينية والتحديات التي تواجه التحول الدائري في الأردن.