مرايا – ترأست أمين عام وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة أماني العزام، اليوم الثلاثاء، ممثلة عن الاردن، افتتاح مؤتمر منصة الغاز (OMEC-UFM) المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس، والذي يناقش دور الغاز في التحول الطاقي في منطقة البحر الأبيض المتوسط في ضوء التغير المناخي.

وقالت العزام في كلمة لها خلال الافتتاح أن دول منطقة البحر الأبيض المتوسط لديها موارد كبيرة من الغاز الطبيعي، شكلت الركيزة الأساسية لاستراتيجيات الطاقة الخاصة بدول شرق المتوسط، مؤكدة على ان الغاز الطبيعي سيبقى من أهم أنواع الوقود في أسواق الطاقة العالمية لسنوات عديدة قادمة، إلا ان الحاجة ملحة لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية المستمرة الناتجة عن استخدام الغاز الطبيعي.

وتحدثت العزام عن قصة نجاح الأردن في مجال الطاقة المستدامة وتحقيق تكامل الطاقة المتجددة، والتي تساهم حاليًا بما نسبته 27% من إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة في الاردن، مشيرة الى الإجراءات التي تقوم بها وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية في تعزيز التحول الطاقي من خلال الاستراتيجية الشاملة لقطاع الطاقة لتتماشى مع التوجهات العالمية، لا سيما في مجال الطاقة المتجددة والطاقة الخضراء، وإنتاج الهيدروجين بهدف جذب الاستثمار وتحقيق النمو الاقتصادي.

وأشارت العزام الى إنجازات الاردن وجهوده الأخيرة المتمثلة بتوقيع اتفاقية إطارية و12 مذكرة تفاهم مع شركات عالمية لإجراء دراسات جدوى لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

ولفتت العزام إلى الجهد العالمي المركز الذي يتطلبه التحول الطاقي لإحداث تغييرات كبيرة في أنظمة الطاقة وأنماط الاستهلاك، مشيرة الى أهمية هذا التحول باستكشاف الفرص والتدابير الرئيسية في قطاع الغاز الطبيعي لتسهيل الانتقال السلس نحو الطاقة النظيفة مع مزيج من مصادر الطاقة المتجددة، وتدابير كفاءة الطاقة، والتقدم التكنولوجي، وتبني السياسات الداعمة، إذ لا يمكن خلال رحلة التحول أن نتجاهل البنية التحتية الحالية والاعتماد الاقتصادي على الغاز الطبيعي.

وأشارت العزام الى البدائل المستدامة لتنمية الطاقة في المنطقة والمتمثلة بتنويع خيارات مصادر الطاقة المتجددة مثل الغاز الحيوي، والميثان الحيوي، والهيدروجين الأخضر، داعية الدول المشاركة الى التركيز المتزايد على الحد من انبعاثات الكربون وتبني مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، واستغلال الأفكار المكتسبة خلال المؤتمر لدفع التغيير الهادف نحو مستقبل أكثر استدامة.

وعولت العزام على الحكومات والقطاعات الصناعية في تنفيذ ممارسات تقلل من البصمة الكربونية وتمهد الطريق لمستقبل أنظف وأكثر استدامة للأجيال القادمة من خلال تبني الاستراتيجيات الكفيلة بتحويل الاتجاه نحو استهلاك أكثر استدامة للغاز الطبيعي من خلال إنشاء شهادات كثافة الكربون باعتبارها آليات جيدة لجمع البيانات وتمكين اتخاذ القرارات، مثمنة أهمية نشر الوعي وتحفيز العديد من التقنيات مثل اعتماد تقنيات التقاط الكربون وإزالة الكربون من الغاز الطبيعي.

وعبرت العزام عن أهمية تعاون دول البحر الأبيض المتوسط لمواجهة تحديات تغير المناخ وتحقيق الاستدامة مع تحسين الموارد، مثمنة ثقة الحضور في الالتزام بالاجتماع لاستكشاف حلول الطاقة المبتكرة وإقامة شراكات استراتيجية، وما يشكله الدعم السياسي والتعاون داخل منطقة دول البحر الأبيض المتوسط وخارجها كركائز أساسية لتحقيق هذا المسعى.

ويهدف المؤتمر الذي يحضره صناع القرار وممثلي الصناعة والمنظمات الدولية ويُشارك الأردن في رئاسته المشتركة مع الاتحاد من أجل المتوسط UFM إلى مناقشة مستقبل الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ودور الغاز الطبيعي في التحول الطاقي في المنطقة ومستقبل الغاز الطبيعي والغاز الحيوي والميثان الحيوي وإمكانات الهيدروجين.

وتعكس مشاركة الأردن في المؤتمر التزامه بالتعاون الدولي والمشاركة في مناقشة قضايا الطاقة والغاز، وأهمية قطاع الطاقة والغاز بالنسبة للمملكة،إذ يُعتبر التعاون الدولي في مجال الطاقة أمرًا حيويًا لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية العالمية التي تواجهها الدول المشاركة في المؤتمر