قال رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي، إن رؤية هلال شهر رمضان تعذرت مساء الأحد، في ست لجان رصدية تابعة للجمعية توزعت في مناطق مختلفة من الأردن.

وأضاف أن الجمعية استخدمت تلسكوبات حديثة ومحوسبة مختلفة الأحجام، ونواظير ثنائية خاصة لرصد الأهلة وكاميرات متطورة مخصصة للرصد الفلكي، مما يؤكد “تطابقا وتوافقا” بين الحسابات النظرية لاحتمالات الرؤية الذي أعلن سابقا عنها مع الرصد الفلكي الميداني من خلال راصدين محترفين.

وأشار إلى تعذر الرؤية الأحد، في العديد من دول العالم؛ منها المغرب والهند وإندونيسيا وإيران وباكستان وبروناي وبنغلاديش وعُمان وغانا وكاميرون وليبيا وماليزيا، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، موضحا أن بعض الدول التي أعلنت أن الاثنين هو اليوم الأول من شهر رمضان “تعذرت رؤية الهلال فيها أيضا”.

وقال السكجي، إن “مئات الفلكيين المحترفين والهواة في العالم العربي والإسلامي خرجوا لتحري الهلال من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ولم يستطع أي منهم رؤية الهلال لا بالتلكسوبات المتطورة على أنواعها ولا بالعين المجردة” متسائلا عن كيفية “رؤية الهلال بالعين المجردة الأحد، وجرى على أساسه إعلان دخول شهر رمضان في عدة دول”.

وأكد على أن المجامع الفقهية ومجالس الإفتاء في العالم العربي والإسلامي تعتمد على مبدأ رؤية الهلال بعد غروب الشمس، موضحا أن هذا الرأي الفقهي هو السائد بشكل عام في أحكام وجوب الصيام، تماشيًا مع الحديث النبوي الصحيح “عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ‏صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ، رواه مسلم”‏.

وأضاف أنه “لا توجد فتوى متفق عليها تجيز الصيام بناءً على استخدام الحسابات الفلكية لتولّد الهلال من خلال الاقتران المركزي للقمر في العالم العربي والإسلامي، إلا في عدد قليل جدا من الدول والهيئات الإسلامية مثل تركيا وبعض المجالس الإسلامية في أوروبا”.

في علم الفلك، قال السكجي، إن الاقتران يحدث عندما يكون جرمان سماويان أو أكثر مرئيين بالقرب من بعضهما البعض وكأنهما على خط واحد مع كوكب الأرض، موضحا أن هذا ينطبق على اقتران القمر بحيث يكون فيه الشمس والقمر والأرض على خط سماوي واحد.

وأشار إلى أن علم الفلك الحديث يعتبر الاقتران المركزي بداية الدورة القمرية الجديدة؛ أي بداية الشهر القمري الاقتراني (ومتوسطه نحو 29.53 يومًا)، حيث كان الاقتران بالنسبة لمدينة عمّان وضواحيها في تمام الساعة 12 ظهرًا من يوم الأحد 10 آذار/ مارس 2024.

ومكث الهلال فوق الأفق بعد غروب الشمس قرابة 13 دقيقة، وكان عمره من الاقتران وحتى غروب الشمس نحو 6 ساعات و40 دقيقة، وكان ارتفاع الهلال نحو درجتين وسبع ثواني قوسية، وإضاءة الهلال نحو 0.1%، والفرق السمتي بين موقع مركز القمر ومركز الشمس نحو 3 درجات، والاستطالة ثلاث درجات ونصف الدرجة (وهي البعد الزاوي بين مركز القمر ومركز الشمس بالدرجات كما يشاهد من الأرض).

وبين السكجي أن حسابات الاقتران والمعطيات الفلكية دقيقة جدا؛ لأنها تعتمد على نماذج الفيزياء النظرية والتفاعلات الجاذبية بين الأجرام السماوية الثلاث.

وأوضح أن تعذر رؤية الهلال من الناحية العملية تعود بشكل أساسي إلى تأثيرات الغلاف الجوي الأرضي على ضوء الهلال الوليد فيما يعرف علميًا بـ “عمليات التشتت والانكسار والتلألؤ والومضان”.

“ولتأكيد ذلك، نتخيل أننا لو أزلنا الغلاف الجوي (أو تخلصنا من تأثيراته تلك) لرأينا الهلال بُعَيد الاقتران مباشرةً” وفق السكجي.

وأشار إلى أن الدول العربية والإسلامية تتبع الرؤية الشرعية للهلال، وبناءً على الحسابات والمعطيات الفلكية للهلال ليوم الأحد 10 آذار/مارس 2024 أعلاه، وبالاعتماد على القيم الرصدية القصوى المعتمدة لدى المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، فإن رؤية الهلال كانت “غير ممكنة” في الأردن والمنطقة العربية عمومًا.

وأضاف السكجي أنه بحسب معيار (عودة) المعتمد لدى الجمعية الفلكية الأردنية وبعض الدول العربية، إضافة إلى العديد من المعايير الحديثة الأخرى مثل معيار علاوي “فإن هلال مساء الأحد كان من غير الممكن رؤيته، وهذا ما تحقق في الرصد الفلكي أمس”.

المملكة