أعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد، أنّ القوات الإسرائيلية تستعد لعملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة التي تضيق بقرابة 1,5 مليون فلسطيني، رغم مخاوف المجتمع الدولي، في الشهر السابع من العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وجاء الإعلان بعد ساعات قليلة من انسحاب القوات الإسرائيلية من مدينة خان يونس الواقعة أيضا جنوب قطاع غزة.
وقال غالانت في بيان “قواتنا تستعد لمواصلة مهامها… في منطقة رفح”. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكّد قبل ساعات تصميمه على القضاء على حماس “في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك رفح”.
في الإجمال، يتجمع قرابة 1,5 مليون فلسطيني، غالبيتهم من النازحين، في هذه المدينة الحدودية مع مصر.
وقد أعربت الولايات المتحدة مرارا عن رفضها مثل هذه العملية، مؤكدة أن كلفتها البشرية ستكون مرتفعة جدا.
في مواجهة الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة المحاصر، صعدت الولايات المتحدة لهجتها في الأسابيع الأخيرة إلى درجة الإشارة الخميس للمرة الأولى إلى إمكان ربط المساعدات الأميركية لإسرائيل بإجراءات “ملموسة” على الصعيد الإنساني.
– “حرب طويلة” –
وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأحد، مقتل 4 جنود في قطاع غزة، مما يرفع حصيلة الجنود الذين قتلوا منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر إلى 260.
من جهته، حذّر رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي في بيان من أن الحرب لم تنته بعد، موضحا أنها ستكون “طويلة” و”بدرجات متفاوتة الشدة”.
وعلى الأرض، عاد عشرات النازحين الفلسطينيين من رفح الأحد إلى خان يونس، مباشرة بعد الانسحاب الإسرائيلي الذي سبقته غارات على المدينتين، بحسب صور لوكالة فرانس برس.
– “المجاعة وشيكة” –
بالإضافة إلى الخسائر البشرية والدمار، تسبب العدوان الإسرائيلي في كارثة إنسانية في قطاع غزة، حيث أصبح السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة مهددين بالمجاعة، وفقا للأمم المتحدة. وتصل المساعدات بكميات محدودة.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل “منازل ومدارس ومستشفيات تحولت إلى ركام.
– “اصمدوا” –
جاءت إعلانات قوات الاحتلال الإسرائيلي فيما من المقرر عقد جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) وإسرائيل عبر وسطاء دوليين – الولايات المتحدة وقطر ومصر – في القاهرة، بعد دعوات عاجلة من الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التوصل لاتفاق هدنة وتبادل.
الهدف هو إبرام لوقف إطلاق النار يرافقه إطلاق سراح رهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية لغزة.
وأكّدت حماس السبت أنها لن تتخلى عن مطالبها بالتوصل إلى اتفاق “وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة”.
واحتشد الآلاف الأحد أمام مقر الكنيست في القدس لدعم أسر الرهائن المحتجزين في غزة. وقالت الرهينة السابقة أغام غولدشتاين (17 عاما) التي أطلق سراحها خلال الهدنة التي استمرت أسبوعا بين إسرائيل وحماس في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، “أنتم الذين لا تزالون هناك، اصمدوا”.
وفي باريس، تجمع أكثر من ألف متظاهر للمطالبة “بتحرير الرهائن”.