افتتح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان يرافقه نظيره السوري فيصل المقداد الاثنين، مبنى جديدا للقسم القنصلي لسفارة إيران في دمشق، بعد أسبوع من “قصف جوي إسرائيلي” أسفر عن تدمير مقرّ قنصلية طهران في العاصمة السورية، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس.
ويقع المقرّ الجديد على بعد عشرات الأمتار من المقر القديم الذي سوّي بالأرض من جراء القصف في منطقة المزة في دمشق.
ووصل عبداللهيان إلى مطار دمشق الدولي صباح الاثنين، لإجراء مباحثات مع المسؤولين السوريين، في زيارة التقى فيها مع نظيره فيصل المقداد على أن يلتقي أيضا بالرئيس السوري بشار الأسد حسبما أفادت وسائل إعلام محلية.
وتأتي زيارة الوزير الإيراني إلى سوريا في إطار جولة إقليمية بدأها الأحد في سلطنة عُمان، في سياق توترات فاقمتها الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان/ أبريل وتُتهم فيها إسرائيل.
وستشكل تداعيات الهجوم على القنصلية الإيرانية “محورا أساسيا” في المباحثات الاثنين، إضافة إلى العلاقات الثنائية والأوضاع في غزة، حسبما ذكرت صحيفة “الوطن” المقرّبة من الحكومة السورية.
وكانت طهران قد توعدت بالرد على الهجوم الذي تسبب بمقتل سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم اثنان من كبار الضباط. وتقول إن إسرائيل تقف خلفه.
ولم يصدر بعد أيّ تعليق من إسرائيل على هذه التصريحات.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغت الحصيلة الإجمالية للضربة 16 قتيلا.
ومن بين الضحايا، اللواء محمّد رضا زاهدي، القيادي العسكري الإيراني الأبرز الذي يتم استهدافه منذ اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس والذي اغتيل بضربة جوية أميركية في بغداد في كانون الثاني/ يناير 2020.
وكان زاهدي من القادة البارزين في فيلق القدس الموكل بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني.
وفي مسقط، أكّد وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي الأحد، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، أن “عُمان تدعم جهود خفض التصعيد في المنطقة”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية.
وعلى وقع التوتر المتزايد، حذّر مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني من أن سفارات إسرائيل “لم تعد آمنة” بعد الضربة.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد أن الجيش “استكمل استعداداته للرد على أي سيناريو يمكن أن يحدث في مواجهة إيران”.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافا إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضا مواقع للجيش السوري.
ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفها بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وتكثّفت الضربات في خضمّ الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر على قطاع غزة.
ومنذ بدء الحرب على غزة، كرّرت إيران مواقفها المؤيّدة لحماس، متهمة إسرائيل بتنفيذ “إبادة جماعية”، لكنّها نفت أيّ تدخّل مباشر في القتال.