عاد مخبز في مدينة غزة للعمل لأول مرة منذ ستة أشهر بمساعدة برنامج الأغذية العالمي ليوفر الخبز الذي تشتد الحاجة له في شمال القطاع حيث حذر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة من حدوث مجاعة وشيكة.
وبينما يمسك بكيس من الخبز الطازج، قال عبد الرحمن الجدبا إنه يشعر بالارتياح لأنه سيتمكن من إطعام أطفاله، واصفا كيف اضطر إلى إطعامهم خبزا مصنوعا من دقيق ممزوج بالرمل والتراب.
وأضاف “شعور بعد ما توفر الخبز ارتحنا يعني نفسيا شوية إنه هه بدأ الواحد يتريح نفسيا إنه يطعمي ها الولاد ويحصل على قوت يومه ويسد جوعه. إنه يقدر يتحرك لتاني يوم إنه يجيب بلكي ربنا يسر له ويجيب كمان ربطة”.
وأدى هجوم الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى تحويل جزء كبير من الأراضي إلى أرض قاحلة مع حدوث كارثة إنسانية منذ أكتوبر تشرين الأول.
وتواجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضغطا دوليا متزايدا لتسمح بدخول مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة منذ أن استهدفت قافلة مساعدات في الأول من أبريل نيسان مما أسفر عن مقتل عمال إغاثة دوليين.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يستخدم طريقا منسقا جديدا لإيصال المساعدات إلى شمال غزة، حيث سلم أكثر من 1300 طن من الطرود الغذائية ودقيق القمح (الطحين) عبر تسع قوافل.
وقال متحدث باسم البرنامج “نجح برنامج الأغذية العالمي يوم السبت في توصيل وقود يكفي لمدة أربعة إلى خمسة أيام ودقيق قمح إلى مخبز في مدينة غزة لإنتاج 14 ألف كيس خبز يوميا، وهي أول عملية تسليم منذ بداية الحرب”.
وأضاف “يجب تكرار عمليات التسليم بانتظام، والخطة هي الوصول إلى ثلاثة مخابز إضافية في مدينة غزة في المرة القادمة”.
وقالت حكومة الاحتلال، التي تنفي عرقلة الإغاثة الإنسانية لغزة، إن المساعدات تتحرك إلى غزة بسرعة أكبر، لكن الكمية محل خلاف إذ تقول الأمم المتحدة إنها لا تزال أقل بكثير من الحد الأدنى لتلبية الاحتياجات الإنسانية.
وقال معتز عجور العامل بالمخبز إن مخبزه ظل متوقفا عن العمل لمدة 170 يوما حتى حصوله على مساعدات برنامج الأغذية العالمي.
وأضاف “الناس بشكل مش طبيعي موجودين بره في الطوابير بشكل كبير، وإحنا نأمل من الله إنه يبقى فيه مخابز أخرى تساعدنا في شمال غزة”.
واشتكت وكالات الإغاثة من أن الاحتلال لا يضمن وصول ما يكفي من الغذاء والدواء والإمدادات الإنسانية الأخرى اللازمة، واتهم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل في مارس آذار باستخدام المجاعة كسلاح حرب.
وتلقي حكومة الاحتلال باللوم في تأخر وصول المساعدات إلى غزة على الأمم المتحدة التي تقول إنها غير كفؤ.
وأضافت أن القوافل بدأت الدخول إلى شمال غزة اعتبارا من يوم الخميس باستخدام نقطة عبور جديدة أقامتها. ولم يكن من الواضح ما إذا كانت قوافل برنامج الأغذية العالمي تستخدم هذا الطريق.
ووفقا لاتحاد أصحاب المخابز في غزة، كان هناك 140 مخبزا عاملا في غزة قبل الحرب. وقد تعرض الكثير منها للقصف والتدمير. وتوقفت جميع المخابز في شمال غزة عن العمل.
وقال الجدبا إن سعر كيس الخبز الذي اشتراه خمسة شيقلات (1.35 دولار)، وإنه قبل عشرة أيام كان سيكلفه 20 مثل هذا المبلغ.
وأضاف “اليوم ربنا كرم بخبز والحمد لله، وهذا شعورنا وشعور الأولاد الصغار، مبسوطين وكلنا مكيفين ومبسوطين، وإن شاء الله ربنا يديمها من نعمة ويحفظها من الزوال. والله وربنا يعلم إحنا إيش مشينا علشان نجيب ها الربطة هادي، وأنا على إنه ما آخد نسبة 50 في المئة إنه آخد ولا ماخدش، أخدت زوجتي عشان تصير النسبة أعلى شوية إني أروح بربطة الخبز وما آكلش هذا اللي مخلوط بالرمل والتراب اللي لميناه لم، لميناه لم من المقاطير اللي بتيجي مساعدات من (دوار) الكويتي…”.