قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كعنان، إننا نعيش اليوم وكل يوم، مشاهد مروعة من قتل وأسر وجرح العشرات من شهداء الصحافة والإعلام في فلسطين، خاصة في ظل الاعتداء الإسرائيلي والهجمات الوحشية ضد الأهل في قطاع غزة الفلسطيني المحتل، وغيره من مدن وبلدات وقرى فلسطين المحتلة.
وأضاف في بيان صحافي بمناسبة اليوم العالمي للصحافة الذي يصادف غدًا، أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحافة والإعلام في فلسطين والقدس تتنوع بين القتل والأسر وإغلاق المكاتب والعبث بمحتوياتها ومنع الكوادر الصحفية من التغطية الإعلامية، إضافة الى خلق مناخ قمعي للحريات؛ مما يزيد من صعوبة العمل الإعلامي ويجعل بيئته محفوفة بالمخاطر، ويصبح العمل تحت القنابل والرصاص.
وأشار إلى أن التقرير السنوي الصادر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين لعام 2023، يظهر ارتقاء 102من الشهداء من الصحفيين، من بينهم 13 صحفية شهيدة نستذكر منهن الصحفية شيرين أبو عاقلة، كما تعرضت 80 مؤسسة صحفية و9 مطابع للإغلاق والمصادرة.
مقابل ذلك، يوفر لإعلام التضليل الإسرائيلي كل سبل العمل الموجه لخدمة الرواية الإسرائيلية بشقيها الأسطوري التلمودي، والسياسي اليميني المتطرف، حيث تبث المعلومات للإعلام الغربي من الإعلام العسكري الإسرائيلي، الذي يركز على منطلقات محددة وهي أن كل من يقاوم ويناضل ضد الاحتلال هو إرهابي ومخرب.
وأضاف كنعان، “يستغل الإعلام الإسرائيلي ومن يؤيده من الإعلام الصهيوني العالمي، السياسة الدولية الأحادية وما تستند عليه من سياسة الكيل بمكيالين والانحياز الواضح لإسرائيل، لإقناع الرأي العام العالمي بديمقراطية إسرائيل المزيفة وحقوق الإنسان وغيرها من شعارات مخادعة بات العالم يعلم تماماً مدى زيفها ومغالطتها للواقع المآساوي للفلسطينيين تحت نار وجحيم الاستعمار الإسرائيلي البغيض”.
وقال إن اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة اليوم العالمي للصحافة الحرة تتوجه بتحية الإجلال والفخر لكل صحفي حر يعمل لأجل إيصال صوت الأبرياء والمظلومين في فلسطين للعالم ومنظماته الإنسانية، كما تدعو بالرحمة والسلام على أرواح شهداء الصحافة والإعلام في فلسطين والقدس وكل مكان في العالم، ونقول لأسرهم ومحبيهم أنهم سيبقون في ضمائر الإنسانية ولن تفارق صورهم ذاكرة كل إنسان في العالم.
وأكد أن المطلوب اليوم في هذه المناسبة المهمة، إحياء قيم الصحافة النبيلة المدافعة عن الحرية والتعددية والتسامح والتعايش بعيداً عن سياسة الاحتلال القائمة على القتل والتهجير والقمع والإبادة الجماعية ومحو الهوية الفلسطينية من الوجود، ولابد أن تقوم المؤسسات القانونية والحقوقية الدولية بتطبيق المواثيق والمعاهدات والقرارات الدولية التي تحمي الصحافة وتضمن عملها الحر وعلى إسرائيل وحكومتها اليمينية القمعية، والمطلوب وبكل موضوعية من الإعلام العربي والإسلامي تكثيف العمل والنشاط الإعلامي والاستفادة من الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في صناعة محتوى إعلامي يكشف جرائم إسرائيل للعالم ويستطيع مواجهة روايتها المزيفة والكاذبة، وعلى الإعلام العربي والإسلامي مخاطبة العالم بكل اللغات بما في ذلك العبرية لتوفير المعلومات للرأي العام بما فيه مجتمع الاحتلال ووضعهم في صورة حكومتهم وجيشهم وممارساتهم الوحشية في غزة وكل مدن فلسطين، والتوضيح أن لا مستقبل ولا حق لهم بالوجود على هذه الأرض المباركة، وأنه لن تفيدهم أبداً سياسة حكومتهم الإسرائيلية اليمينية التي تكذب وتخدع العالم.
وأعرب كنعان عن اعتزاز بالإعلام الأردني المهني المتميز بما في ذلك صحافته ومسؤولوه الإعلاميون على جهودهم في فضح ممارسات إسرائيل وإبراز جهود الأردن قيادة وشعبا بدعم أهلنا في فلسطين، مؤكدًا أن الأردن سيبقى ومؤسساته الإعلامية صوت الحق الداعم للأهل في القدس وغزة ومدن فلسطين كافة، مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.