بوجوه شاحبة، وآثار أمراض جلدية على شكل حبوب وبثور كبيرة تظهر على أجسادهم، ينتظر أطفال على أسرة المستشفى “المعمداني” في مدينة غزة، تلقي العلاج في ظل نقص حاد في الأدوية والمســــــتلزمات الطبية جراء عدوان الاحتلال المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وفي أماكن النزوح المكتظة بالمواطنين في القطاع، انتشرت الأمراض الجلدية نتيجة لعدم وجود النظافة، وشح المياه، وانتشار مياه الصرف الصحي والنفايات، ما فاقم الوضع الصحي.
السبت الماضي، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إن “أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفا صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية والأعمال العدائية التي لا تنتهي”.
وأضافت المنظمة الأممية، في منشور على حسابها عبر منصة “إكس”، أن “أطفال غزة يواجهون ظروفا صعبة، منها الأمراض الجلدية، والبيئة غير الصحية، والأعمال العدائية التي لا تنتهي”.
وداخل المستشفى، تنظر الأم رنا أبو كرنوب إلى طفلتيها بحزن شديد جراء انتشار حبوب كبيرة في جسدهن، صنفها الأطباء بأنها “جدري مائي”.
وتقيم “أبو كرنوب” مع آلاف الأسر في مدرسة “أبو حسين” في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بعد أن نزحت من منزلها في بلدة بيت لاهيا بفعل العدوان.
وتعاني الأم داخل المدرسة من انتشار النفايات ومياه الصرف الصحي وانعدام مواد التنظيف، ما تسبب في انتشار الأمراض الجلدية بين النازحين.
وقالت للأناضول: “نزحنا إلى مدرسة مكتظة بالنازحين فلا بديل لذلك، وهناك مصابون بأمراض جلدية بسبب انتشار مياه الصرف الصحي والنفايات والبعوض، وعدم توفر الغذاء الصحي وندرة المياه النظيفة”.
وأضافت: “أطفالنا يعانون من أمراض جلدية حادة، وقد تدهورت حالتهم الصحية بشكل ملحوظ، حيث انتشرت حبوب كبيرة على أجسادهم”.
وتابعت: “لا يوجد علاج للأطفال ولا مكان نظيف نجلس فيه، ونعاني من أوضاع مأساوية داخل مدارس النزوح”.
وبحسب مصادر طبية، فإن عدد النازحين الذين أصيبوا بأمراض معدية نتيجة رحلات النزوح المتكررة جراء عدوان الاحتلال المتواصل بلغ أكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني.
ولا يختلف حال محمد البسيوني عن وضع النازحة أبو كرنوب، حيث يعاني أيضا من نقص النظافة في البيئة وانتشار للأمراض الجلدية بين أفراد أسرته.
ويقول البسيوني: “نزحنا إلى المدرسة في ظل العدوان وتدمير منزلي في بيت لاهيا شمال القطاع، وهنا تغيب المياه النظيفة ومواد التنظيف، هناك تلوث كبير في المياه، وقد أصيب الأطفال بأمراض جلدية”.
وأضاف: “أطفالي أصيبوا بأمراض جلدية متنوعة جراء التلوث، ولا يوجد علاج لهم”.
الطبيب محمد الشيخ في مستشفى “المعمداني” بغزة يقول: “الأمراض الجلدية انتشرت بين صفوف النازحين بسبب تلوث البيئة، وانعدام المياه النظيفة، وعدم توفر الطعام الصحي، وتراكم النفايات ومياه الصرف الصحي”.
وأضاف للأناضول: “تنتشر المشاكل الجلدية في أماكن النزوح المكتظة بشكل كبير جدًا بسبب التلوث جراء تداعيات العدوان”.
وتسبب عدوان الاحتلال على قطاع غزة في تدمير وتضرر البنية التحتية لقطاع الصرف الصحي، خاصة محطات الضخ والشبكات المنزلية والخطوط الناقلة، في ظل قطع الاحتلال إمدادات الوقود اللازم لتشغيل المضخات.
ومنذ بداية العدوان، يواجه المواطنون معاناة النزوح، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر المواطنون خلال نزوحهم إلى اللجوء إلى بيوت أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة وغياب الماء والأطعمة، وانتشار الأمراض.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 39,258 مواطنا أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 90,589 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.