كتب – عمر كلاب
منذ فترة وانا ارقب حركة الجامعة الاردنية وحراكها, على المستويين الاكاديمي والاجتماعي, ولعل العمل في مركز الدراسات الاستراتيجية للجامعة الاردنية ولا اقول فيها, قد منحني بعض تجربة جديدة, بان اضع فرضية وانتظر تأكيدها او نفيها, وتلك معرفة لم تتحقق, لولا الاقتراب من نابه مثل زيد عيادات بدون القاب او رُتب, وكانت الفرضية التي انتظرتها, مبنية, على مراقبة مقدرة الجامعة وسلوكها الجديد, على المستوى الاكاديمي والتراتبية العالمية,في الانعكاس على ثقة الطالب وفخره بجامعته, اي البناء المؤسسي او الثقافة المؤسسية.
كان الاختبار حفل التخريج لفوج له خصوصيته الزمانية, فوج اليوبيل الفضي, وله دلالته المكانية , ام الجامعات وساحاتها, وله قياساته الاجتماعية, بالبحث عن جديد التخريج وسلوك الطلبة, كان المشهد يوبيليا بإمتياز, فالرقم 361 او الكود السحري للجامعة, ظهر بوضوح, واعاد الى الاذهان, نخبوية خريجي الجامعة الاردنية الى الحاضرة, بعد ان ظل مركونا في الذاكرة لجيل القرن الماضي حتى تسعينيات ذلك القرن.
كان ملفتا, اداء الطلبة, شكل الخطوة لاستلام الشهادة, شكل الاحتفال ومهابته, حتى طبيعة الهدايا المقدمة من الجامعة ولها, حتى شكل احتفالات الخريجين, كان فيه من الوقار ما هو اكثر من الاحتفاء, وكل ذلك كان نتيجة لاسباب عديدة, لا يمكن حصرها او اختزالها في سبب واحد, بمعنى ارتفاع التراتبية العالمية, او رفع الابتعاث او سائر التحديثات من قاعات التدريس الى ادوات العمل, ثمة قطبة مخفية, اظنها هي جوهر العملية برمتها, وهي, وداعة الدكتور نذير عبيدات وونَسته, بعد علمه ومعرفته طبعا.
نجح نذير ابن حرثا, في استلهام مفردات الارض واهازيج الحراثين والحصادين, مع عرقهم وجهدهم, ومزج سردية قريبة من القلب والعقل, أنسن مفردة الجامعة وخطابها, واوصل الرسالة بدفء المؤمنين وحنية الجدات, لا ادري ان كان نذير يقرض الشعر او لا, لكنه مرهف كشاعر, ودقيق كمبضع جرّاح, وانساني بما يفيض عن حاجة الادارة والرئاسة, فاقترب وذاق, ومن ذاق عرف ومن عرف اتقن وابدع, واظن هذه اول الحكاية.
صحيح ان المعايير الاكاديمية مدخل مهم في تقييم الجامعات, وصحيح اكثر, ان التراتبية العالمية لها اشتراطات واجبة الإنفاذ, لكنها كلها مقدور عليها بموازنة مالية وتعاقدات مع اسماء حائزة على جوائز عالمية ولها ابحاث متقدمة, لكن فكفكة شيفرة الاردنيين هي الاهم, البناء على الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع, اكثر اهمية من كل ماسبق من اشتراطات, لذلك نجح نذير حيث اجتهد اخرون, دون فكفكة الشيفرة, او ايجاد المعادلة الدافينشية” دافينشي كود” الربط بين الانسان والتقنيات او أنسنة التقنية والمعرفة, وهذا سرّ نذير عبيدات مع حفظ كريم القابه.
مبارك للجامعة تخريج فوج يوبيلها, ومبارك لها انها استردت قيمتها المعنوية في سلوك طلابها, وعودة الفخر منهم بها, ولعمري هذا هو النجاح وهذا اول التقدم العلمي والاجتماعي, والى مزيد من النجاح والتقدم, لطلبة الجامعة ورئاستها وكادرها الاكاديمي وال
اداري.