انطلقت في عمان، الأربعاء، فعاليات مؤتمر الغذاء الوظيفي الذكي الرابع بحضور ممثلين عن سفارات ونقابات واتحادات زراعية ومنظمات دولية.

وقال مندوب وزير الزراعة راعي المؤتمر أمين عام وزارة الزراعة محمد الحياري، إن المؤتمر ناقش محاور عدة أبرزها هدر الغذاء وإنتاج المحاصيل الاستراتيجية والتصنيع الغذائي، مؤكدًا أن هدر الغذاء يشكل تحديًا عالميًا استوجب اتخاذ إجراءات فورية وفعالة، حيث يُهدر ثلث إنتاج العالم نتيجة ضعف الوعي أو قلة الإمكانات، مما يسبب آثارا تغذوية وبيئية واقتصادية خطيرة.

وأضاف، أن الوزارة أطلقت حملة وطنية تحت عنوان “لا لهدر الغذاء” لتوجيه سلوك الأفراد نحو الحد من الهدر، الذي يقدر سنوياً بـ 93 كيلوغرامًا للفرد الواحد وبما يعادل نحو 955 ألف طن تكفي لتغطية الاحتياجات الغذائية لنحو 1.5 مليون شخص لعام كامل، مشيرا إلى أن المبادرة شملت إطلاق البرنامج التدريبي الإبداعي لتحدي هدر الغذاء، وتطوير منهجيات لاحتساب الهدر، وإنشاء مؤشر وطني للهدر.

وأوضح الحياري، أن الوزارة تعمل على تحسين تقنيات الزراعة وزيادة كفاءتها، من خلال إطلاق مبادرات لتمويل الزراعات الذكية ودعم الإنتاج الحديث، مشيرا إلى مشروع الاستثمار في حوضي السرحان والحماد، الذي يوفر 36 فرصة استثمارية على مساحة 36 ألف دونم، لاستغلال مخزون مياه يصل إلى 24 مليون متر مكعب، بهدف تأسيس مشاريع تصنيعية أو تصديرية أو إنتاج محاصيل استراتيجية.

وأكد أن محور التصنيع الغذائي يعد حلقة وصل حيوية بين الإنتاج والاستهلاك، حيث يتيح للمشاركين استعراض آفاق تحسين عمليات التصنيع وتطبيق معايير الجودة العالية، ما يضمن الحفاظ على القيمة الغذائية للغذاء وتقليل الفاقد خلال مراحل المعالجة والتوزيع.

وبيّن أن الوزارة تعمل على تحفيز الصناعات الغذائية بالشراكة مع القطاع الخاص، من خلال مشروع تحفيز الصناعات الزراعية واستقطاب الاستثمار في المدن الصناعية، بالإضافة إلى إقامة مجمع للصناعات الغذائية في الأغوار الجنوبية.

بدوره، أكد رئيس المؤتمر، مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء نزار مهيدات دعم المؤسسة لتوطين صناعة غذائية صحية وظيفية، وتبسيط إجراءات توطينها، ودعم برامج التوعية الصحية التغذوية من ذوي الاختصاص في المؤسسة لتعزيز الوعي لدى مستهلكي الغذاء الوظيفي، لافتا إلى أن الغذاء الصحي علاج.

وأشار إلى أن الصحة الجيدة نعمة من الضروري المحافظة عليها، مثمنا التشاركية الحقيقية التي تجمع بين الجهات المختصة ممثلة بوزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” والمؤسسة العامة للغذاء والدواء والقطاع الخاص وغرف صناعة الأردن وكافة الجهات المعنية.

وأكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) نبيل عساف، أن المؤتمر يهدف إلى رفع الوعي باستخدامات المضادات الحيوانية والصحة الواحدة بالتزامن مع تنفيذ مشروع الأمن الصحي العالمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

ولفت إلى أن المشروع يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الزراعة، وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، بما في ذلك وزارتا الصحة والبيئة، والمركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، والمؤسسة العامة للغذاء والدواء، بهدف دعم البلدان في بناء أنظمة صحة حيوانية مستدامة، وقدرات “صحة واحدة” للتخفيف من المخاطر الناجمة عن الأمراض الحيوانية المنشأ، ومقاومة مضادات الميكروبات في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأوضح عساف أن المشروع يساهم في الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة من خلال محورين: “إنتاج أفضل بنسبة 50%” و”حياة أفضل بنسبة 50%”، كما يعزز الوقاية من الآفات والأمراض، وإدارة المخاطر الصحية، بما في ذلك مقاومة مضادات الميكروبات، ويساهم في تزويد البلدان المعرضة لانعدام الأمن الغذائي بمساعدات عاجلة.

وأشار عساف إلى أن القطاعات الحكومية المختلفة، بما في ذلك وزارات الزراعة والصحة والبيئة، تعمل على إدارة بقايا المضادات الحيوية والمقاومة لتعزيز الممارسات السليمة، مؤكدا أهمية الاستخدام الموجه لمضادات الميكروبات بممارسات تربية جيدة، نظراً لتطور البكتيريا المقاومة التي قد تنتشر إلى البشر والبيئة.

فيما أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الغذاء أنور حداد أن المبادرة الأردنية للغذاء الذكي والوظيفي التي طرحت على مدى الدورات الثلاث الماضية، تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق أهداف صحية واقتصادية.

وأشار إلى أن هذه الجهود يجب أن تكون مدعومة من الدولة وبمساندة دولية، مؤكداً أن المبادرة نجحت في جذب اهتمام القطاع العام الأردني ومنظمات المجتمع الدولي، ولكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم الحكومي والدولي لتحقيق أهدافها الكبيرة.

وأكد حداد أن النسخة الرابعة من المؤتمر تعكس أهمية توجيه الجهد الوطني نحو محور الغذاء الذكي والوظيفي كأداة لتحقيق الأمن الغذائي والحد من الجوع، مضيفا أن العالم بات على عتبة هذا النمط من الغذاء، مما يستدعي توجيه الجهود نحو تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية والصحية.

من جانبها، أوضحت مديرة المؤتمر رانيا البابلي أن المؤتمر يعكس الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، ضمن توجهات رؤية التحديث الاقتصادي.

وأضافت، إن رؤية الغذاء الوظيفي الذكي تعد وسيلة للتقليل من هدر الغذاء والاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية، ما يشكل ركيزة للأمن الغذائي المنشود، من خلال نشر الوعي والإرشاد وتأطير سبل توجيه الأسر المنتجة والجمعيات للاستثمار في الصناعات الغذائية.

يشار إلى أن المؤتمر الذي يستمر حتى الخميس، ويعقد في ظل الأزمات الممتدة والتغير المناخي والحاجة إلى الاستثمار الأمثل في الغذاء بحضور عالمي، وسيناقش ملفات تتعلق بحاجة العالم للأغذية الذكية.