نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية مقابلة مطولة مع ضابط في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت) كان مسؤولا عن التحقيق مع رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس يحيى السنوار.

وتحدث الضابط البالغ من العمر (60 عامًا) ويعمل في الـ”شين بيت” منذ أكثر من 30 عامًا خلال المقابلة مع الصحيفة عن طبيعة شخصية السنوار وتفاصيل أخرى مثيرة.

وصرح الضابط الذي لم يكشف عن هويته، بأنه كان المسؤول عن التحقيق مع السنوار عند اعتقاله عام 1988.

وفي استعراضه للسيرة الذاتية للسنوار، يؤكد الضابط أن قائد حماس “رجل صلب، مثقف، كاريزماتي، ذكي وقاس، لا يخاف، وأنه كان يهدد الضباط الإسرائيليين الذين حققوا معه، ويكرر على مسامعهم القول إن الدنيا ستنقلب عليهم، ويصبح هو المحقّق وهم من سيتم التحقيق معهم”. وفق قول الضابط.

وأفاد المحقق بأنه في ذلك الوقت كان السنوار ناشطًا بارزًا في الجامعة الإسلامية في غزة وتلميذًا أو متدربًا لدى زعيم الحركة الروحي الشيخ أحمد ياسين.

ويزعم المحقق، أن القيادي عبد الله عزام اقترح أن ينضم السنوار إلى حركة جديدة تسمى “المجد” هدفها اضطهاد “المارقين عن الدين” أو “الزنادقة“.

وأشار إلى أن السنوار رحب بالفكرة وكان يتواصل مع باقي أعضاء الحركة سرا عبر رسائل توضع في دورات المياه بالجامعة الإسلامية ترشدهم إلى أماكن الأسلحة وتتضمن تعليمات بشأن تحركاتهم المقبلة.

ويقول الضابط إن السنوار كان ضمن مجموعة مكونة من أربعة أشخاص من بينهم أيضًا روحي مشتهى وهو شخصية بارزة في قيادة حماس.

ويؤكد المحقق أن السنوار كان كثيرًا ما يوجه تهديدات خلال التحقيقات معه، حيث كشف أنه في أحدها وجه كلامه له قائلا: “أنت تعلم أنه في يوم من الأيام ستكون أنت الشخص الذي يتم التحقيق معه، وسأقف هنا بصفتي الحكومة كمحقق.. سأستجوبك“.

أتذكر تمامًا كيف قال ذلك لي، كوعد، وعيناه حمراوان”، يقول المحقق.

ويفيد المحقق بأن السنوار لم يبد أي خوف منه كمحقق بالعكس فقد كان يناكفه كل الوقت، مشيرًا إلى أنه يستطيع أن يقرأ ما كتبه عنه بعد التحقيق الأول وما زال يحتفظ به: “شخصية استثنائية بمزاياها وحكمتها وثقافتها، وهو رجل متدين جدا ومؤمن ومتصالح مع أقواله وأفعاله“.

ويختتم المحقق بالقول “لسوء الحظ، لا أعتقد أن إسرائيل سوف تتمكن من اعتقاله“.

ومساء أمس الثلاثاء، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الثلاثاء، عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية.

وأكدت حماس في تصريح صحافي نشرته عبر موقعها الرسمي، أنه تم اختيار القائد يحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي.

وأمس الإثنين، قال نائب رئيس حركة حماس خليل الحية في مجلس عزاء هنية بالعاصمة القطرية الدوحة، “لا تقلقوا على حماس، فقد غادرنا قائد، ولكن الحركة تدار عبر مؤسساتنا، فلا فراغ باستشهاد القائد”.

وتابع “نحن قيادة موحدة بفضل الله، نعقد اجتماعاتنا وندير أعمالنا بكل مسؤولية، وما هي إلا أيام وننهي مشاوراتنا لاختيار قائد جديد لهذه الحركة، ليمضي على طريق إسماعيل هنية، ويواصل على طريق الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، ويواصل على طريق الشهداء من شعبنا الفلسطيني”.

وأكد الحية أن استشهاد القائد إسماعيل هنية أحيا الأمة من جديد وأعطى الشعب الفلسطيني ومقاومته روحًا جديدة وعزمًا جديدًا وقوة جديدة.

ويوم الأربعاء الماضي، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.