مرايا –

في خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الاثنين، أمام أعمال الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين، بعث جلالته برسالة قوية حول هوية الدولة ومبادئها، مشددا جلالته على أن الأردن دولة راسخة الهوية ولا تغامر بمستقبلها وتحافظ على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني.

 

وأكد جلالته أهمية، وإبراز التزام المملكة بمصالحها الوطنية وعكس مواقفها الثابتة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، كما عرض لرؤية استراتيجية تركز على ضرورة تحقيق السلام العادل والمشرف كسبيل لرفع الظلم التاريخي عن الأشقاء الفلسطينيين.

 

خبراء أكدوا في أحاديثهم لوكالة الانباء الأردنية ( بترا) أن خطاب العرش الملكي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني يعكس قراءة دقيقة للواقع الوطني والإقليمي، ويوفر وثيقة عمل تضع خطوطًا عامة لصياغة أجندة وطنية قادرة على تحقيق الأهداف التنموية والإصلاحية، مشيرين إلى أهمية إدراك الخطاب بشكل تكاملي مع الخطابات والتوجيهات الملكية الأخرى لضمان التنفيذ الفعلي للسياسات الوطنية.

 

وأوضحوا أن خطابات العرش، بدءًا من عام 1999 وحتى الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين، تُظهر بوضوح أن القضية الفلسطينية، وخاصة القدس، هي نقطة مركزية في الخطاب، حيث يؤكد جلالة الملك على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية لتحقيق السلام والاستقرار، مشيرين إلى دور الوصاية الهاشمية في حماية المقدسات في القدس، والجهود الأردنية المستمرة في العمل الدبلوماسي والإغاثي لدعم الشعب الفلسطيني، خاصة في غزة وأن الأردن مستمر بمسيرة الإصلاح الديمقراطي وتعزيز العلاقات الدولية لدعم الشعب الفلسطيني في تحقيق حقوقه.

 

وفي الشأن السياسي، شدد الخبراء على أن خطاب جلالة الملك يعدّ رسالة للداخل والخارج بأن الأردن دولة ذات هوية عروبية هاشمية، تعمل بلا تردد للحفاظ على مصالحها ومصالح أشقائها، وتسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس رفيق خرفان قال، إن خطاب العرش يشكل فصلاً جديداً في الحياة السياسية، واشتمل على ثوابت السياسات الوطنية والتحديات التي تواجه المنطقة.

 

من جهته، قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن خطاب العرش يعكس رؤية واضحة وشاملة لمستقبل الأردن ويضع معايير أساسية لمرحلة جديدة من البناء والتحديث ويمثل بداية لتطبيق مشروع التحديث السياسي، مشيرا الى دعوة جلالته إلى تعزيز دور الأحزاب البرامجية ومشاركة المرأة والشباب.

 

وأوضح الحوارات أن الخطاب ركز على المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق النواب والأعيان لضمان تنفيذ مسارات التحديث، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الأردن، مشددا جلالته على أهمية إطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني لتحقيق النمو المستدام خلال العقد القادم، مع التركيز على تمكين الشباب وإعدادهم لوظائف المستقبل.

 

وسلط الخطاب الضوء على الموقف الثابت من القضية الفلسطينية، حيث شدد على أن السلام العادل والمشرف هو السبيل لإنهاء الظلم التاريخي للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الأردن سيظل ملتزمًا بالوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في الحاضر والمستقبل.

 

بدوره قال أستاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال الدكتور حسن الدعجه، إن خطاب العرش رسالة للعالم بأن الأردن سيظل حصنًا للدفاع عن الهوية العربية والإسلامية للقدس، وأن القضية الفلسطينية ستظل أولوية لا يمكن التراجع عنها، مشيرا الى أن هذا الالتزام يُعد مصدر فخر لكل أردني وعربي، ويؤكد أن حماية القدس ومقدساتها هي رسالة سلام وحب، تُؤدى بشرف وأمانة من أجل أجيال المستقبل.

 

وأشار الى أن تأكيد الملك أن الوصاية الهاشمية ليست مجرد مسؤولية تاريخية، بل هي مهمة تؤدى بشرف وأمانة، ما يجعل من الأردن صوتًا قويًا ومؤثرًا في المحافل الدولية للدفاع عن القدس ومقدساتها.

 

وأوضح أن خطاب العرش يعكس رؤية الأردن الحكيمة التي تجمع بين التمسك بالثوابت الوطنية والسعي لتحقيق السلام العادل والشامل، ما يعزز مكانة المملكة كركيزة للاستقرار في المنطقة، مشيرا الى تأكيد جلالته على أن الأردن سيبقى العون والداعم للشعب الفلسطيني مسخرًا جميع الإمكانيات لتخفيف معاناته وتعزيز صموده.

 

المحلل السياسي الدكتورمعاذ أبو دلو قال، إن جلالة الملك بعث برسالة واضحة للداخل والخارج، أن المملكة دولة ثابتة وذات هوية عروبية هاشمية وتدافع بلا تردد عن مصالحها ومصالح أشقائها، وتسعى دوماً للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وأن الأردن لن يجازف بأي شيء يتعلق بمستقبله السياسي على المستوى الإقليمي، ولا يخضع لأي ضغوط أو قرارات سياسية، إقليمية أو دولية.

 

وأشار أبو دلو الى تأكيد الملك على تمسك الأردن تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً بضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية، كما اكد الدعم الثابت للأشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم على حدود الرابع من حزيران 1967 وفقاً للقانون الدولي.

 

“بترا -بشرى نيروخ ورانا النمرات”