مرايا – قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة إننا في الأردن نعتبر أي محاولة للمساس بالوضع القانوني القائم في القدس وعلى رأسها الوصايةُ الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، باطلة ولاغية ولا قيمة لها.
وأضاف في كلمة خلال رعايته مهرجانا أقيم بمجمع النقابات المهنية مساء الثلاثاء في ذكرى سبعينية النكبة، أن أي مساس بالوضع في القدس يشكل مخالفة لكل المواثيق والقرارات الدولية، كما بشكل مساسا بوجود كل أردني، “فنحن وإذ نفخر بجلالة الملك حاملاً للأمانة نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية في الدفاع عن المقدسات، لنؤكد للعالم كله أننا خلف قيادة جلالته صفاً واحداً لا اعوجاج فيه، في دفاعه عن عدالة القضية الفلسطينية وجهود شعبها في نيل حقه المشروع”.
وتابع الطراونة ..اما صكوك استباحة أرض فلسطين ومقدساتها، التي تلفظ بها صهر الرئيس الأمريكي كوشنير، فلن تسهم إلا بمزيد من استعصاء الحل السلمي في المنطقة، ولن تمر ما دام في فلسطين جيل يؤمن بالحجر سبيلا في مقاومة الطائرة والمدرعة والبندقية، وما دام في الأردن قيادة وشعب يتنفس القدس عشقا وهوية وقضية، “فنحن أهل قضية ولسنا مؤازرين أو مناصرين فحسب”.
وتابع .. لا حديث يسمو على حديث النفس حين تقبل على الشهادة، ولا فعل يسمو على يدٍ بالحجر تسلحت، فأمطرت دبابات الغدر المصفحة بالخزي والعار.
وقال إن الشعب الفلسطيني يأبى في ذكرى النكبة السعبين إلا أن يعلم العالم درسا جديدا في البطولة والتضحية، ويضعه أمام اختبار الضمير، ليقول وبلغة واحدة إنّا هنا باقون، رغم خذلانكم، باقون في أرضِ المحبة والسلام، باقون رغم صمت الشقيق وانشغاله بأولويات أخرى.
وأضاف إن القرار الأمريكي الأحادي بنقل السفارة إلى القدس وتدشينها تزامناً مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، له من الأبعاد ما يدل أن المسألة أبعد من كونها انحيازاً، إلى ما هو ضرب لمستقبل المنطقة في المجهول، وإلى ما يبعث على الإحباط لدى كل القوى المنادية بالسلام خياراً لمستقبل آمن للأجيال، متسائلاً: من يقنع أجيالا زفت الشهيد وأسعفت الجريح أن قرارات الإدارة الأمريكية لم تكن سبباً في توحش وهمجية الاحتلال ليفعل ما يشاء ومتى شاء دون رادع أو رقيب أو حسيب.
ومضى بالقول: بهذا المشهد في التحيز للجسم الغريب في منطقتنا، الجار المزعج، نقف على أعتاب مستقبل مجهول، يضع المنطقة برمتها على صفيح من النار والدمار، وعليه فإن تقوية الجبهات في عموم الدول العربية وإنهاء حالة الانقسام فيها عبر الحوار الداخلي بعيداً عن أصابع التدخل الخارجي المسمومة، وبعيداً عن أوهام الصفقات المشبوهة، يعد السبيل الأوحد أمامنا لنصرة الشعب الفلسطيني.
وختم الطراونة حديثه قائلاً: إن تمزقنا وانقسامنا ونحن أهل لغة ودم وأرض وتاريخ واحد، يمد إرهاب الاحتلال بمزيد من الجرأة على استباحة الإنسان والأرض والمقدسات، ما يتطلب اليوم دون إبطاء أو مماطلة إنهاء حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، واتخاذ موقف عربي موحد بدعم نضال الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة على أرضه وترابه الوطني وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.