مرايا – عُمر كُلّاب – في اللحظة التي يقابلك فيها العربي بغبطة وبعض حسد ايجابي , بسبب مواقف الاردن القومية وبروز القيادة الاردنية في كل المحافل ومنسوب الامن والامان , تنصدم بحجم التردي العام داخل الاردن , ومن يقرأ مواقع التواصل الاجتماعي يشعر ان الاردن جمهورية موز لا سلطة فيها ولا شعب , بل مجموعات متناثرة محكومة بالعصبيات السائدة ما قبل الدولة , فالغضب سيد الاشياء والانتصار للقبيلة وللمنطقة يفوق الانتصار لاي قيمة أخرى .

ثمة تنمر الكتروني عجيب , وموجات من الاشاعات الممنهجة والمحترفة , عكس السابق حيث كانت الاشاعة بسيطة وجزءا من النكايات السياسية والمناكفات الاجتماعية , مسنودة باصوات خارجية لم تحلم يوما بهذا الحجم من المتابعة وهي بين ظهرانينا فما بالك وهي خارج الجغرافيا والتاريخ وتستقوي علينا اما بجنسية او براتب من الضمان الغربي , وباتت نجوما على مواقع التواصل دون حتى تقديم السيرة الذاتية لانفسهم ومعظمهم من حملة الشهادة الابتدائية الاولى .

حالة من التنمر الالكتروني تستدعي التوقف الوطني العام وليس الرسمي فقط , فما يتناثر على مواقع التواصل على شكل حقيقة دامغة في معظمه محض اكاذيب واراء واهواء شخصية مع غاطس انتقامي لفشل هذا الناشط او المغترب في بلده وعجزه عن تسجيل ادنى ذرة نجاح في الغربة , فكل الناشطين في الاغتراب عاشوا على هامش الحياة المهنية في الاردن او كان نجاحهم جزءا من مناكفة سياسية فرضتها طبيعة الخصومة بين اركان الحكومات او مجرد مصافِ لصالونات وتيارات .

نتابع قصص نجاح الاردنيين في المهاجر وبلدان الاغتراب , ولا نسمع من الناجحين الا الحرص على الاردن ونقدهم حقيقي ونابع من وجع وطني وحلم بأن يكون الاردن اجمل واكثر تقدما , ولا يحتفظون بأي حقد على الاردن وشعبه وقيادته ويأبون ان يكونوا رصاصات في مسدس او خرطوش في بندقية أحد , نفخر بهم وبنجاحهم ونستمع الى رأيهم بكل تقدير , ولم نسمع ان احدهم قد اطلق قناة او همس باي معلومة غير دقيقة , او جرح او خدش وطنه .

الازمة مع الفاشلين ومع المناضلين الافتراضيين الذين يقبعون في جحورهم ولا نراهم في اي مناسبة شعبية رافضة لقرار او غاضبة من مسؤول , عكس نُشطاء يمارسون كل ما تيسر لهم من فرصة للتعبير عن ارائهم في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يصدحون بكل لسان وطني عذب في غضبهم وفي رضاهم , يملكون جرأة القول دون التجرؤ على الحقيقة , عكس منظومة الفشل الوطني وعصابة الابتزاز السياسي التي تقوم اليوم بخدمة مشروع التكسير الوطني مقابل حفنة دولارات .

لدينا اختلال وخلل ولدينا فساد وافساد لكن لدينا وطن نحافظ عليه ونفديه بكل ما نملك , ولدينا ارض نعيش عليها منحتنا كل ما تمنحه ام لابنائها , ونغضب لها ومن اجلها ولا نغضب عليها , فنحن نسعى لاردن متقدم واردن ديمقراطي واردن لكل ابنائه ولا نسعى لكسر الاردن بالاشاعة والاستماع الى حديث الموتورين .